علاقة الكوليسترول والقلب

الكوليسترول (كولسترول أو كوليستيرول) cholesterol عبارة عن مادة شمعية بيضاء طرية عديمة الطعم والرائحة موجودة في الدم وجميع أجزاء الجسم . وأجسامنا تحتاج إلى الكوليسترول لتعمل بشكل طبيعي ؛ ويستخدم في بناء الخلايا ، فهو موجود في جدار أو غشاء الخلية في الدماغ ، الأعصاب ، العضلات ، الجلد ، الكبد ، الأمعاء والقلب . ويستخدم الجسم الكوليسترول لإنتاج عدة هرمونات ، فيتامين د ، وأحماض الصفراء bile acids التي تساعد على هضم الدهون . والجسم يحتاج إلى كمية قليلة من الكوليسترول في الجسم لتغطية هذا الاحتياج . إن الزيادة الكبيرة في كمية الكوليسترول في الدم تؤدي إلى الإصابة بتصلب الشرايين atherosclerosis أو arteriosclerosis وهو عبارة عن ترسب الكوليسترول والدهون في الشرايين بما فيها الشرايين التاجية للقلب coronary arteries وبالتالي تساهم في ضيقها وانسدادها مما يسبب أمراض القلب
ما هي فوائد خفض الكوليسترول؟
أفادت الدراسات الحديثة أن خفض مستوى الكوليسترول عند من لا يعاني من أمراض القلب يقلل من مخاطر الإصابة بأمراض القلب التاجية (الذبحة الصدرية أو خناق الصدر angina pectoris وجلطة القلب أو احتشاء العضلة القلبية myocardial infarction) والموت بسببها. وهذا ينطبق أيضا على من يعاني من ارتفاع مستوى الكوليسترول وعلى من لديه مستوى كوليسترول طبيعي .



علاقة الكوليسترول والقلب والأزمات القلبية
منذ عام 1948م أجريت دراسة في الولايات المتحدة الأمريكية على مدى 10 سنوات على 4000شخص مصابين بارتفاع الكوليسترول ، وقد أشارت الدراسة إلى خفض مستوى الكوليسترول في الدم قد أدى إلى انخفاض خطر حدوث الأزمات القلبية ، و قد تلتها دراسات عديدة أثبتت النتائج نفسها ، كما أكدت دراسات أجريت مؤخراً أن خفض الكوليسترول يمنع من تزايد تضيق الشرايين ، و في بعض الحالات إلى تراجعه .
و تبين الأدلة الطبية أن ارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم هو السبب الرئيسي للإصابة بالنوبات القلبية بين البالغين في الولايات المتحدة اليوم، ويعيش أكثر من 42 مليون أمريكي مع ارتفاع نسبة الكوليسترول لديهم التي تضعهم في خطر وشيك لأزمة قلبية، ويحظى 63 مليون آخرين بتفسير الحد الفاصل الذي يجعلهم مرشح جيد للتقدم نحو فريق ارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم، ويشكل ارتفاع الكوليسترول خطورة كبيرة جدا على نظامنا ولا بد من التصدي له لضمان صحة جيدة.
و يموت العديد من الناس أثر أزمات قلبية بسبب ارتفاع مستويات الكوليسترول فى الدم لأن ليس له أعراض، وإذا كان لديك تاريخ عائلي للإصابة بنوبة قلبية، ستكون لديك نزعة طبيعية نحو ارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم، ولا يمنعك عدم وجود تاريخ مرضي من الوصول إلى هذه الحالة.
الكوليسترول هو مادة شمعية لينة توجد في الدهون الموجودة بالدم في جميع خلايا الجسم، وتعد كثرة الكوليسترول في الدم، وهي حالة تسمى فرط كوليسترول الدم، أحد عوامل الخطر لأمراض القلب التاجية، السبب الرئيسي للإصابة بالنوبات القلبية.
لا يذوب الكوليسترول والدهون في الدم الخاص بك، وليس لديهم القدرة على الانتقال من وإلى خلايا جسمك، بل تحملها البروتينات الشحمية، التي يوجد منها نوعان:
تعد البروتينات الشحمية منخفضة الكثافة الناقل الرئيسي للكوليسترول والدهون في جهازك، ومع ذلك إذا ما انتشر الكوليسترول ذات البروتينات الشحمية منخفضة الكثافة في الدم، فيمكن أن يتراكم في جدران الشرايين التي تغذي القلب والمخ، ويشكل طبقة كثيفة تسمى لويحة يمكن أن تمنع تدفق الدم في الشرايين، وهي حالة تسمى تصلب الشرايين،
و إذا ما سد تدفق الدم إلى القلب، تكون النتيجة أزمة قلبية؛ إذا سد شرايين الدماغ، تصبح النتيجة سكتة دماغية، وتسمى البروتينات الشحمية منخفضة الكثافة “الكوليسترول السيئ” لأسباب واضحة، الذي يعد ارتفاع مستواه في الدم( 160ملجم/ديسي لتر وما فوق) دلالة على جدية خطر الإصابة بأمراض القلب؛ وينبغي أن يكون مستوى 70ملجم/ديسي لتر هدفك.
تمثل البروتينات الشحمية عالية الكثافة نحو 30 ٪ من نقل الكوليسترول والدهون عبر الشرايين، ويعتقد خبراء الطب ان البروتينات الشحمية عالية الكثافة تزيل الكوليسترول الفائض من اللويحات، وعلى هذا النحو، تكون الحماية من النوبات القلبية، ومن ثم، فإن البروتينات الشحمية عالية الكثافة تسمى”الكوليسترول الجيد” لأسباب واضحة، وكلما زاد مستوى الكوليسترول( 40ملجم/ ديسي لتر عند الرجال، و50 ملجم/ ديسي لتر عند النساء)، كلما قل خطر العرضة للنوبات القلبية.
و لحسن الحظ، هناك أدوية تسمى ليبيتور، تستخدم لخفض الكوليسترول السيئ ومستويات ثلاثي الجلسريد في الدم أو ترفع مستوى الكوليسترول الجيد عند الكبار، وتستطيع التحكم في مستوى الكوليسترول باستخدام المثبطات” ليبيتور” الاسم التجاري لها.
ما ينصح به كل شخص عمره 20 سنة و ما فوق ، أن يتعرف على مستوى الكوليسترول الكلي و الـ ( HDL ) ، إضافة إلى تحديد عوامل الخطر الأخرى التي قد تؤدي إلى تصلب الشرايين .
تصلب الشرايين ( ATHEROSCLEROSIS )
وضعت نظريات عديدة لتفسير ظاهرة تصلب الشرايين ، و أهم هذه النظريات نظرية الاستجابة للأذية ( Respond to Injury ) ، و بالطبع فإن أذية بطانة الشرايين ، و التي قد تكون بسبب ارتفاع ضغط الدم ، التدخين ، أو الداء السكري ، تؤدي إلى إضعافها . و بالتالي السماح للدهون الموجودة في الدم باختراقها و تراكمها في جدر الشرايين ، مما يؤدي إلى تثخنها و تصلبها ، و مما يساعد على تقدم الإصابة توضع الصفيحات الدموية و التصاقها في الأماكن المتأذية , إضافة إلى هجوم الخلايا الالتهابية إلى المنطقة منشطة تكاثر الخلايا الموجودة في جدار الشريان ، و بالتالي إلى تزايد تثاخنه و تضيق لمعته ( سعة الشريان ) ، مما يعيق مرور الدم به أو انسداده أحيانا ً.
فإذا حدث هذا في أحد شرايين القلب ، سبب الذبحة الصدرية أو الأزمة القلبية .. و إذا حدث في شرايين العنق أو الدماغ ، سبب الأزمة الدماغية أو الضعف / الشلل ، و إذا حدث في شرايين الطرفين السفليين ، سبب آلام الساقين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق